في عالم تتزايد فيه التحديات وتتسارع وتيرة التطور التكنولوجي، تبرز الحاجة إلى الانتفاع بكل الموارد المتاحة بأفضل طريقة ممكنة. 

البيانات، كمورد لا يقدر بثمن لأنها تلعب دورًا محوريًا، حيث تشكل أساسًا لصنع قرارات صحيحة وتحقيق التنمية المستدامة.

من هنا، يأتي دور منصة (بيانات ليبيا الجغرافية) Libya-Geo Data Platform التي تسعى لإحداث تغيير في كيفية استخدام ليبيا للبيانات، مؤكدة على أهمية البيانات المفتوحة ودورها في تحقيق التنمية الوطنية.

أهمية البيانات المفتوحة:

البيانات المفتوحة ليست مجرد معلومات متاحة للعامة، بل هي أساس للشفافية، الابتكار، والتعاون. 

فمن خلال توفير البيانات بشكل مفتوح، تتيح المنصة للباحثين، المطورين، وأصحاب المشاريع الوصول إلى معلومات قيّمة يمكنهم استخدامها لتحسين منتجاتهم، وخدماتهم. هذه العملية لا تعزز الشفافية والثقة فحسب، بل تشجع أيضًا على الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي.

هل البيانات التي يتم استخدامها بيانات خاصة وحساسة؟

منصة Libya-GDP تعطي أولوية قصوى لخصوصية المستخدمين وأمان البيانات. 

البيانات المفتوحة المشاركة عبر المنصة هي بيانات عامة لا تشمل أي معلومات شخصية أو حساسة. هذا يضمن أن المعلومات المتاحة تُستخدم للأغراض البناءة فقط ولا تشكل أي خطر على خصوصية الأفراد، مثل (الاسم – العمر – التخصص – القطاع الوظيفي)، إلخ. 

كيف تعمل آلية المنصة؟

تم تصميم خطوات عمل جمع البيانات بطريقة مرنة وقابلة للتكيف، لأن هدفنا الأساسي يتمثَل في الحصول على بيانات دقيقة وذات صلة. فهي العنصر الأساسي الذي يمكن من خلاله لصنَّاع السياسات تحديد المجالات التي تحتاج إلى تعزيز، وتوجيه الموارد بحكمة.

تتمثل هذه الخطوات في:

• البحث عن البيانات.

• تخطيط جمع البيانات.
• جمع البيانات.
• تنظيف البيانات.
• استيراد البيانات.
• التدريب وبناء القدرات.

ما هي القطاعات المعنية التي يمكنها الاستفادة من المنصة؟

جميع القطاعات يمكنها الاستفادة من البيانات المفتوحة.

إليك كيف يمكن للقطاعات المختلفة، استخدام هذه البيانات لصالحها:

التأثير على صنع القرار:

البيانات المفتوحة تمكن صانعي القرار من الاعتماد على معلومات دقيقة وحديثة عند تشكيل الاستراتيجيات. من خلال الوصول إلى بيانات شاملة ومفصلة عن مختلف القطاعات، يمكن تحليل الاتجاهات، تقييم الاحتياجات، ووضع خطط تنموية تتسم بالكفاءة والفعالية.

تعزيز التعاون والمشاركة:

تشجع منصة Libyan-GDP على ثقافة المشاركة والتعاون بين الأفراد والمؤسسات. بتوفير بيانات قطاعية مفتوحة، وتُسهل التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، من الجامعات ومراكز البحث إلى الشركات والهيئات الحكومية، مما يعزز من الابتكار ويدفع بعجلة التنمية الوطنية.

دعم الابتكار والتطوير:

يمكن للمشاريع الناشئة والشركات الوصول إلى بيانات قطاعية ليسهل عليهم تطوير منتجات وخدمات جديدة، أو تحسين العروض الحالية، مما يفتح الباب أمام الابتكار والتطور التكنولوجي.

تحسين صنع القرار:

يمكن للقطاعات الحكومية والخاصة الاستفادة من البيانات المفتوحة من توفر رؤى عميقة حول الاحتياجات والتحديات في كل قطاع، مما يساعد الجهات الفاعلة فيه من صنع قرارات صائبة وتخطيط استراتيجيات أكثر فعالية.

تعزيز الشفافية والمساءلة:

في جميع القطاعات، نشر البيانات بشكل مفتوح يعزز الشفافية ويسمح بالمساءلة العامة، مما يبني الثقة بين الجهات المختلفة والجمهور.

تحسين التخطيط والإدارة:

توفر البيانات المفتوحة للقطاعات العامة والخاصة معلومات قيمة لتحسين العمليات الداخلية، تخطيط الموارد، وإدارة الأداء.

ما هي القطاعات المشاركة في المنصة؟

قطاع التعليم، كأول المشاركين في هذه المبادرة، يبرز كمثال رائد على كيفية استفادة القطاعات من البيانات المفتوحة. حيث يمكن لهذه البيانات أن تساعد في فهم أنماط التسجيل والأداء الأكاديمي، وتحديد الفجوات التعليمية، بشكل عام.

في الختام، تسعى المنصة لتحقيق رؤية شاملة ترتكز على الشفافية، الابتكار، والتعاون، موفرةً بذلك الأساس لمجتمع ليبي أكثر تقدمًا. وجعل كل فرد ومؤسسة قادرة على المساهمة في تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لليبيا.

اشترك الآن وكُن جزءًا من تطوّر ليبيا.